الخميس، 26 يناير 2017

فصل
‎ليالي شتويه بارده
‎وقلب مشتت يبحث عن دفئ ولا يجده
‎يطول الليل وتتجمد المشاعر وتتحجر المآقي
‎وتقبض اناملها براحه واحده تضعها تحت رأسها لتشعر بقليل من الدفئ،
‎كل عضو من العود المتهالك يتقلص تحت الاغطيه الشتويه بطول المنام وعرضه الخالي من اي دفئ سوى دمعه تنحدر بحراره على طوف يدها التي تقبض عليها لتمحوها داخل الكف الذي يعود تحت خدها، تستسلم الى منامها...

‎عندما يحل المساء ينطلق حديث دافئ بين قلبها والأشياء المحيطه، كان يوم بعيد عندما سمعت صوت صرخه في الخارج وأطلت من الشرفه لترآه بشحمه ولحمه يقف امام جارتهم التي صرخت من هول المفاجأه. وقفه سريعه امام مراية الغرفه ثم تهرول الى امها في الغرفه المجاوره، أمي لقد عاد ،  وتختلط زغردة الأم ببكاء ثم كثير من الحمد والشكر، كانت كاميليا تتلمس وجهها وشعرها ان كان كل شيء في مكانه بعد ان مر الضحى وما وراء الضحى في الغرفه العبقه برائحة الصندل و معطر اللورد الأنجليزي العتيق، يالهذا القلب كيف تشع مشاعره الى العينين والوجنتين فيستحيل الى محيا يشع ، تعود اليها صورتها التي لمحتها قبل قليل في مراية الغرفه وتشعر بشيء يدفعها لتقفز الى السلالم وتقابله وتعانقه قبل ان يصل الشقه،
‎كان ذلك اليوم منذ زمن بعيد مع حلول المساء الذي لم يعد مرة أخرى لكن يبقى منه طيف يسري في الأجواء،
‎كلما حل المساء ينطلق حديث دافئ بين قلبها والأشياء المحيطه وحتى الشارع الذي رأته يقبل منه،

‎عندما يقترب المساء ويبقى شيء من
‎ النور تتذكر ان هناك ورد في البلكونه يحتاج قليل من الماء، وهي تملأ حوض الورد بالماء تجعل ظهرها للأطلاله التي تشرف على الشارع بأكمله ويدور في بالها نفس الفكره، ان  تحاول سقي الورد بعد ان يخيم الليل او قبل الفجر، قبل ان تغادر البلكونه والسهاد اللانهائي على ذلك المقعد،، لم تعد تقدر على النظر من تلك الشرفه في النهار وتبصر معالم الاشياء التي صاحبت قدومه عصر ذلك اليوم البعيد، لايبدو على محياها شيء ولا عينان مقطبتان ترمشان بانزعاج، ، فقط هدوء و نظره ذابله ووجه خالي من الملامح لكن تبقى الشفتان منقبظه قليلا، لعل شفتاها فقدت القدره على الانبساط    منذ ذلك الزمن البعيد،
‎يوما ما نسيت الشال على المقعد ورغم احساسها بقشعريره انتظرت حتى حل الظلام لتخرج الى البلكونه وتأخذ الشال في هدوء  وتعود لا تنظر حولها كأنها تشعر بأن أحد ما يرمق وجهها ،،،


السبت، 23 يوليو 2016

قبل قليل سمعت موسيقى كلاسيكيه كنت اسمعها زمان، وجدتني لاشعوريا اعيش اللحظه وصفاء الذهن تلك الايام ، واجتاحني حزن شديد وانا ادخل عالم التخيلات والرؤا، كيف ان كاميليا جاثمه على نفس المقعد في نفس الوقت كل عصر يوم بعد تجهيز طويل وكأنها ذاهبه لزيارة او ماشابه، وعطر الصندل و اللافندر يفوح في الارجاء ثم ذلك النغم الذي كلما سمعته يباغتني جفاف في حلقي وقشعريره يتوقف شعر جسمي وتتوتر اعصابي من وقع اللحن الحزين الذي يشبه النشيج، تتناوب وتريات ثقيله مع كاونترباس وكلارانت وتفيض من عبناي دموع بارده، ارأيت ورأيت الدمع البارد عندما ينسكب وانت وحيد،، كاميليا ربما تعرف ذلك وربما دموع اخرى تتسلل الى الحلق الجاف من طول تلك المقطوعه وتأثيرها،

الاثنين، 30 مايو 2016

الخميس، 5 مايو 2016

مِن أينَ نأتي بحَدْس ِالطفولةِ‏ مِن أينْ .. ؟!‏

قطرة حزن-

وطنٌ لمَخاوفِ هذا العالم ِقلبي‏
مَن يَعرفُ أينَ حدودُكَ يا عصفورَ الخَوفْ ؟‏
يا مَملكة َالخوفْ‏
وطنٌ للآلام ِ، ويَحملني حُبِّي‏
أرحلُ منكَ،‏
وأرحلُ فيكْ‏
أيُّ صَليبٍ يَمتدُّ إلى أطرافِ الأرض ِرَحيلي ؟‏
يا قلبي‏
يا طيرا ً أنهَكهُ الطوفْ‏
ولم يَبرَحْ يَسحَبُ في كلِّ جهاتِ الأرض ِ‏
جناحَيهِ المَسحوقينْ‏
يا كنز َ الخوفْ‏
يا قطرَة َ حزن ٍ‏
تنبضُ فوقَ صَليبِ العالم ِ‏
يا قلبي ..‏



ما اروع التساؤل و الشكوى هنا حين يقول " مِن أينَ نأتي بحَدْس ِالطفولةِ‏
مِن أينْ .. ؟!‏


- قمَرٌ في شَواطي العِمارة *-

أ ُراهِنُ أنَّ الذي أسمَعُ الآنَ ليسَ الصَّدى‏
أ ُراهِنُ أنَّ الذي يُقلِقُ الضَّجَّة َالآنَ‏
شيءٌ سوى الصَّمت‏
هل قلتُ شيئا ًعن الذاكرَه ؟‏
ربَّما كانَ لي قمَرٌ‏
ربَّما أورَقَتْ سِدرَة ٌ ذاتَ يوم ٍ‏
بزاويةٍ في العمارةِ أعرفُها‏
وَلجَأتُ إليها صَغيرا ً‏
يُعَذ ِّبُني الشكُّ في حَيَّةٍ قيلَ تسكنُها‏
وَلجَأتُ إليها كبيرا ً‏
فلم نتعَرَّفْ على بَعضِنا‏
آهِ .. مَن لي بخوفِ الطفوله ؟!‏
وأ ُقسِمُ أنَّ الذي أسمَعُ الآنَ ليسَ الصَّدى‏
أنَّ ما يَتسَللُ بينَ المَفاصِل ِ‏
شيءٌ سوى الصَّمتِ‏
يا قمَرا ً في شواطي العِمارَةِ‏
مِن أينَ نأتي بحَدْس ِالطفولةِ‏
مِن أينْ .. ؟!‏
* العمارة: مدينة الشاعر في طفولته، جنوب العراق .‏


(عين على اهل الدار وقلب يكاد ينطفئ)



-الزائرالأخير *-

مِن دون ِميعادِ‏
مِن دون ِأن تُقلِقَ أولادي‏
أُطرُقْ عليَّ البابْ‏
أكونُ في مَكتبَتي في مُعظم ِالأحيانْ‏
إجلِسْ قليلا ًمثلَ أيِّ زائر ٍ‏
وسوفَ لا أسألُ‏
لا ماذا،‏
ولا مِن أينْ‏
وعندَما تُبصِرُني مُغرَورِقَ العَينينْ‏
خُذ ْمِن يَدي الكتابْ‏
أعِدْهُ لو تسمَحُ دونَ ضَجَّةٍ‏
لِلرَّفِّ حيثُ كانْ‏
وعندَما نخرجُ‏
لا توقِظ ْ ببَيتي أحَدا ً‏
لأنَّ مِن أفجَع ِما يُمكنُ أن تبصِرَهُ العيونْ‏
وُجوه أولاديَ حينَ يَعلمونْ..‏
* فازت هذه القصيدة بوسام {القصيدة الذهبية} في مهرجان ستروكا الشعري العالمي سنة 1984 .‏



(هنا يقبل عليه الليل في آخر ايامه:)


-قلقٌ في ليلٍ مُتأخِّر-

خائِفٌ أنتَ حينَ تُفكِّرُ بالموت ؟‏
أم مُتعبٌ ؟‏
صارَ هَمُّكَ صُبحَ مَساءْ‏
أن تفيءَ إلى آلةِ الضَّغطِ،‏
تَرقبُ في قلَق ٍصَوتَها‏
وهيَ تَحسِبُ إيقاعَ قلبِك..‏
تَعلمُ أنَّكَ حَمَّلتهُ فوقَ طاقتِهِ‏
ثمَّ ها أنتَ‏
تَحسِبُهُ،‏
وَتُحاسبُهُ..‏
مُتعَبٌ أنتَ يا صاحبي‏
كانَ أجدَرَ أن تَترَصَّدَ قلبَكَ منذ ُثلاثينَ عاما ً..‏
أيَملِكُ هذا الجهازُ المُوَجَّهُ‏
أن يَفعَلَ الآنَ شيئا ً‏
سوى أن يُخيفَك ؟‏
خمسونَ عاما ً‏
وقلبُكَ يَذبَحُهُ نَبضُهُ‏
لم تَضَعْ رَصَدا ًمن سكونِكَ‏
أو من جنونِكَ‏
يوما ًعلى خَفْقهِ‏
ثمَّ ها أنتَ ذا تَرصُدُ الآنَ إيقاعَهُ..‏
إنهُ عَزفُ كلِّ السِّنين التي لم تكنْ في حِسابِكَ‏
يأتي نَشازاً‏
لأنكَ أنفَقتَ عُمرَكَ تَقرَعُ أنياطَ قَـلبكَ‏
لم تَلتفِتْ لحظةً لِتآكُلِها‏
خائفٌ أنتَ ؟‏
أم مُتعَبٌ ؟‏
إنَّ قلبَكَ مازالَ يَنبضُ يا صاحبي‏
دَعْ لهُ في الأقلّ‏
أن يُقرِّرَ كيفَ سَيُنهي نشازاتهِ




(يردد كلمة النقاء
ليصرح بحبه لله:)

-مُنذُ ذاكَ المَطَر-

كنتُ طفلا ًأنامُ على السَّطح ِفي الصَّيف‏
في بَيتنا في العِمارَه‏
كنتُ أسبَحُ بينَ رِحابِ الفضاءِ‏
وأحلمُ‏
أرحلُ بينَ الغيوم ِ‏
وبينَ النجوم ِ‏
وأحلمُ‏
في أيِّما غيمَةٍ يَسكنُ الله ؟!‏
كانَ المُعَلِّمُ يُخبرُنا‏
أنهُ فوقَ كلِّ النجوم ِ‏
وكلِّ السحابْ‏
وهوَ في كلِّ بابْ‏
فإذا ما دَعتهُ القلوبُ استجابْ‏
يا ما تَلمَّستُ جَنبي‏
وتمَنَّيتُ مِن كلِّ قلبي‏
لو أرى الله..‏
ثمَّ أنامْ‏
حالِماًبألوفِ الكواكبِ تحملُ فوقَ الغمامْ‏
عَرشهُ، وهيَ تسهَرُ وَسْط َالظلامْ ..‏
ليلةً‏
كنتُ أُوشِكُ أغفو‏
عينايَ في غَيهَبٍ تَسبَحانْ‏
وصَوتُ الأذانْ‏
والكواكبُ تنأى وتَطفو‏
فجأة ً مَرَّ سَهمٌ من الضَّوءِ لِصْقَ القمَرْ‏
تاركا ًجُرحَهُ في السماءْ‏
لستُ أدري لماذا تخَيلتُ أنَّ الدِّماءْ‏
مَلأتْ مُقلتيَّ،‏
وأنَّ المَطرْ‏
سوفَ يَهمرُ ذاكَ المَساءْ‏
وانهَمَرْ..!‏
ذاهِلاً كنتُ،‏
الغَيثُ يَهمي‏
وَصَيحاتُ أ ُمِّي‏
وأحسَستُ في عُنفوان ِالمَطرْ‏
أنَّ قلبَ السماءِ انفَطرْ‏
وتَسرَّبَ قنديلُ ضَوءٍ‏
روَيدا ًتدَلَّى‏
ومَسَّ سَريري وصَلَّى..‏
ورأيتُ المُعلِّمَ يَبسمُ جَنبي‏
بَينما اللهُ يَملأ ُقلبي‏
فمَدَدتُ يَدي نحوَ صَدريَ أحضُنهُ‏
بَينما صَوتُ أ ُمِّي‏
وهيَ توقِظني وَتسمِّي‏
يُرَدِّدُ:‏
سُبحانَ ربِّي‏
يَمُرُّ الشتاءْ‏
كلُّهُ دونَ ماءْ‏
ثمَّ تُمطِرُ في شَهرِ تمُّوز ؟؟‏
سبحانَ رَبِّ السماءْ..‏
مُنذُ ذاكَ المَطرْ‏
وأنا مؤمِنٌ بالقدَرْ‏
مؤمِنٌ أنَّ رَبِّيَ‏



(يبدو ان اولاده بدأو بمغادرته:)

-هُم كلُّ زَهوِك-

كفكِفْ دموعَـكْ‏
في مِثل ِعُمرِكَ،‏
لا يَجوزُ لِمَن يَروعُكَ أن يَروعَكْ‏
ستُّونَ مُوحِشَة ً نشَرتَ على عَواصِفِها قلوعَكْ‏
وَرَكِبتَ بَحرَكَ ..‏
لم تَسَلْ زاداً،‏
ولم تَستُرْ ضلوعَكْ‏
ورَحَلتَ،‏
لم توقِـدْ شموعَكْ‏
مَن ذا سيَسألُ،‏
أو سَيرقبُ، بعدَ أن تمضي، رجوعَـكْ؟‏
كفكِفْ دموعَكْ..‏
أنتَ التَصَقتَ طِوالَ عُمرِكَ بالجدارِ لِكي يَمُرُّوا‏
ضَيْقٌ مَمَرُّ الخوف..‏
يا ما كانَ جلدُكَ يَقشَعِرُّ‏
وَتُصِرُّ أن يَمضُوا بدونِكَ لِلأمان ِ، وَيَستقِرُّوا‏
دَعهُم يَفرُّوا‏
دَعهُم،‏
فليسَ بكلِّ ما عاشوهُ بارِقة ٌ تَسُرُّ‏
حتى رِضاهُم عنكَ مُرُّ !‏
يا ما أصَرُّوا‏
والأرضُ توشكُ أن تخونَـكْ‏
أن يُغلِقوا، بأعزِّ ما مَلَكوه،‏
دَربَ الموتِ دونَكْ‏
وَضَعُوا صدورَهُمو على الأبواب،‏
واحتَضَنوا شجونَكْ‏
ورأوا دَبيبَ الموتِ نُصْبَ العَين،‏
ما لَفتوا عيونَكْ!‏
كانتْ خَوافِقهُم تَدُقُّ،‏
وتَستميتُ لِكي تصونَكْ‏
هُم يَعبدونَكْ‏
تدري،‏
وتدري أنَّهُم مِن صُغرِهِم كانوا دروعَكْ‏
وَزَرَعتَ، لم يَطأوا زروعَكْ‏
وتصَدَّعَتْ بكَ ألفُ مُوجِعَةٍ‏
فما نَكأوا صُدوعَـكْ‏
هُم كلُّ زَهوِكَ،‏
لا تخفْ ..‏
لن يَكسروا يَوما ًضلوعَكْ!‏
كفكِفْ دموعكْ‏
في مِثل ِعمرِكَ‏
لا يَجوزُ لمَن يَروعُكَ‏
أن يَرُوعَكْ




(ويحدث نفسه وحيدا بالدار حينما رحلوا :)

-لا تَطرُق الباب-

لا تطرُق ِالبابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ، أيُّها الرَّجلُ !
أدري سَتذهَبُ..تَستَقصي نَوافِذَهُم
كما دأبتَ، وتسعى حَيثُما دَخلوا
تُراقِبُ الزَّاد..هَل نامُوا وَما أكلوا؟
وَتطُفيءُ النُّورَ..لو..لو مَرَّة ًفعَلوا
وفيكَ ألفُ ابتهال ٍلو نَسوهُ لكي
بهم عيونُكَ قبلَ النَّوم ِتَكتَحِلُ!

لا تطرُق ِالبابَ..كانوا حينَ تَطرُقها
لا يَنزلونَ إليها .. كنتَ تَنفعلُ
وَيَضحَكون.. وقد تَقسو فتَشتمُهُم
وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى، جَذِلُ!
حتى إذا فتَحوها، والتقَـيتَ بِهم
كادَتْ عيونكَ، فرْط َالحُبِّ، تَنهَمِلُ!
***
لا تطرُق ِالبابَ.. مِن يَومَينِ تَطرُقُها
لكنَّهُم يا،غَزيرَ الشَّيبِ، ما نزَلوا!
ستُبصِرُ الغُرَفَ البَكماءَ مُطفأة ً
أضواؤها .. وبَقاياهُم بها هَمَلُ
قمصانُهُم.. كتبٌ في الرَّفِّ..أشرِطة ٌ
على الأسِرَّةِ، عافوها وما سَألوا
كانتْ أعزَّ عليهم مِن نَواظِرِهم
وَها عليها سُروبُ النَّملِ تَنتقِلُ!
وسَوفَ تلقى لُقىً، كم شاكسوكَ لِكي
تبقى لهُم .. ثمَّ عافوهُنَّ وارتَحَلوا!
خُذْها.. لماذا إذن تبكي وَتلثمُها؟
كانتْ أعزَّ مُناهم هذهِ القُبَلُ !
***

يا أدمُعَ العينِ.. مَن منكم يُشاطِرُني
هذا المَساءَ، وَبَدرُ الحزن ِيَكتَمِلُ؟!
ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي
وكلُّ بابٍ بهِ مِزلاجُها عَجِلُ
كأنَّ صَوتا ً يُناديني، وأسمَعُهُ
يا حارِسَ الدَّار، أهلُ الدَّارِ لن يَصِلوا






(أخيرا، اروع ما قال، شكوى صادقه وعبارات يصعب نسيانها:)

خائِفٌ أنتَ حينَ تُفكِّرُ بالموت ؟‏
أم مُتعبٌ ؟‏
صارَ هَمُّكَ صُبحَ مَساءْ‏
أن تفيءَ إلى آلةِ الضَّغطِ،‏
تَرقبُ في قلَق ٍصَوتَها‏
وهيَ تَحسِبُ إيقاعَ قلبِك..‏
تَعلمُ أنَّكَ حَمَّلتهُ فوقَ طاقتِهِ‏
ثمَّ ها أنتَ‏
تَحسِبُهُ،‏
وَتُحاسبُهُ..‏
مُتعَبٌ أنتَ يا صاحبي‏
كانَ أجدَرَ أن تَترَصَّدَ قلبَكَ منذ ُثلاثينَ عاما ً..‏
أيَملِكُ هذا الجهازُ المُوَجَّهُ‏
أن يَفعَلَ الآنَ شيئا ً‏
سوى أن يُخيفَك ؟‏
خمسونَ عاما ً‏
وقلبُكَ يَذبَحُهُ نَبضُهُ‏
لم تَضَعْ رَصَدا ًمن سكونِكَ‏
أو من جنونِكَ‏
يوما ًعلى خَفْقهِ‏
ثمَّ ها أنتَ ذا تَرصُدُ الآنَ إيقاعَهُ..‏
إنهُ عَزفُ كلِّ السِّنين التي لم تكنْ في حِسابِكَ‏
يأتي نَشازاً‏
لأنكَ أنفَقتَ عُمرَكَ تَقرَعُ أنياطَ قَـلبكَ‏
لم تَلتفِتْ لحظةً لِتآكُلِها‏
خائفٌ أنتَ ؟‏
أم مُتعَبٌ ؟‏
إنَّ قلبَكَ مازالَ يَنبضُ يا صاحبي‏
دَعْ لهُ في الأقلّ‏
أن يُقرِّرَ كيفَ سَيُنهي نشازاتهِ !

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

قصص قصيره


قصص قصيره

 

جيهان

اذكر وانا صغير بنت مصريه شابه جميله في العشرينات تسكن مع امها المدرسه، عينان خضراوان وشعر اشقر غريب علينا اهل القريه، احبها تقريبا كل شباب القريه، كانت مثال لشابه من الخيال كتلك التي في روايات الأميرات القديمه، توفي احد شباب القريه في حادث وعندما اقبلت البنت الى العزاء صاحت امه لا شعوريا "راح حبيبك يا جيهان" .. ضحك من ضحك واستمر البقيه في البكاء..

 

 

 

بائع الورد ....

 

كلمات معدوده اتلوها على نفسي واتمرن عليها باستمرار وانا ذاهب للقاء السيدة وايصال بوكيه الورد. لم احرص على تزيين بوكيه كحرصي على هذا ولافرق في القيمه. وكما كل يوم، ادخل الدار العبقه بالدفئ و رائحة السيده الآسره.. اخاف ان ترتعد الكلمات بصوتي او تأتيني حشرجه وتلاحظ ذلك، عادة ما تقول "ازيك" ولا تزيد . كم تمنيت ان تسأل عن ابنائي كي استطيع ان استرسل في الكلام او اي شيء، لاأعلم ان كانت تحب الأطفال لكني كنت احاول تحين الفرص لأجلب طرف الحديث وفي كل مره تهرب مني نفسي. كنت أقول نفس الكلمات التي اعتادت عليها خوفا من مضايقتها، اهرب من امامها كي لا تلحظ نظراتي، كم كنت احب ان اقف لمده اطول بين يديها لكن لا أمل في أي شيء او هكذا اريد ان اقنع نفسي، دخلت يوما، سلام ياستي، ردّت، اهلا يامحمد أزيك، "ابقى جيب بوكيه تاني وحياتك لم تيجي بكره". فاجأني شيء من الأنشراح كان باديا على محياها وألوان لم اعهدها في نواحي الدار، في اليوم التالي صعب علي حمل البوكيه الثاني، لم ازرها منذ ذلك اليوم. كان ذلك منذ اكثر من عشرون عاما،

علمت من جيرانها انها لا تزال هناك مع امها فقلت في نفسي ليتني لا أزال ابيع الورد، افكر ان اذهب اليها ببوكيه أخير لكن لا اعلم بأي صفه أقابلها ..

 
حلم ....


رأيت في مايرى النائم ليلة البارحه اناس كثيرون يقفون على الطرقات يستقبلون مولود جديد... أمرأه فارعه دقيقة الملامح في كامل زينتها تجلس على كرسي كأنه عرش وفاتحة عن بطنها المستدير ومنفرج فخذاها وكانت تبدو مبتسمه لا تعاني من الآم ولاده اصبحت وشيكه، ثم رأيت نفسي اعتلي مرتفع واصيح بالناس ، انكفئوا... انكفئوا.. حتى يرى هذا المولود النور..وسمعت رجل بجانبي يغمز ولي ويهمز، بأن اصرح لهم بمشاعري الحقيقيه وهو يمليها علي وان اقول لهم ان هذا المولود هو عباره عن حيوان منوي خرج من ..، وردد العباره التي استحي ان اقولها، ثم ولج هذا الحيوان الى بطن أمرأه من.......وردد العباره التي استحي ايضا قولها، فاستحال الى انسان، وجعل اوصاف وتصورات معينه لذلك الحيوان كأن يكون رأسه بعينان بارزتان كبيرتان بينهما معول كالقرن يحارب به كي يصل الى مبتغاه ويفتك بمن امامه حتى يدخل الى اماكن كثيره بعد ان يريق كثير من الدماء،  ثم الح علي ذلك الرجل ان اصرح وارفع صوتي على هيئة التساؤل، كيف يكون مثل هذا المخلوق انسانا سويا؟ لقد اربكني بتساؤلات ووساوس باتت معي ولا زلت افكر بها وتشبه الى حد كبير الأستغراب و التحرج الكبير الذي نشعر به عندما نفكر في هذا الأمر ونحن بصحبة والدينا، ثم حاولت ان اقنع نفسي ان ذلك الرجل شيطان في هيئة انسان ..

الغريب انني بعد ان هبطت من ذلك المرتفع في حلمي الطويل المتناثر سلكت طريق طويل فسيح في براري شاسعه لا نهاية لها مليئة بالزهور واجواء تعبق بالنسائم اللطاف والسماء يكسوها شفق لكن غالبه صفره منيره كأنه وهج يطل ويحيط بكل شيء، ورايت مخلوقات كحوريات الجنه يتهادين في حلل فضفاضه ليستقرون في احضان رجال جميلي الطلعه ويبدو عليهم الشهامه والرجوله في ابهى اوصافها ولكن صعب علي تبين ملامحهم، ثم رأيت هؤلاء الرجال يضمون تلك الحوريات ويقبلونهن قبلات شغوفه وطويله تفوق الوصف وكأنهم في حالة حب خالص او مستحيل، كانو وهم يفعلون ذلك يمدون ايديهم باستمرار ويتلمسون رؤوس الحوريات الصغيره وبطونهن وكأنهم يبحثون عن شيء،  ومن بين كل المرئيات الضبابيه هذه يرفع احد الرجال حوريته الى الأعلى وهي تحاول مواصلة الألتحام به وتقبيله ، وعندما تباعدت اجسادهم رايته يقبلها قبلات كثيره متقطعه وهو يقول، انظري.. انظري الى بطنك الآن، لقد وهبتك مولودا جديدا، دعيه يبقى بيننا ولا تنزليه الى الأرض ابدا ويركن الى شهوته..

واصلت المسير بعدها في اماكن غير تلك الجنان ولا اذكر منظرها لكنها حتما باهته من الألوان، رأيت الرجل الذي وسوس لي فوق ذلك المرتفع في بداية الحلم يقف امامي مرة اخرى وان احاول الأبتعاد عنه، تشتبه علي الخيالات وتتناوب بين هذا الرجل والآخر ابو المولود من خلال القبله الذي فارقته للتو، اجهد ذاكرتي طويلا لأتخيل هيئتهما ومقارنة كلا منهما بالآخر، تارة تلتحم الصورتان وتارة تتنافر، واحيانا أأول لنفسي ان الرجل الشيطان يريد ان يتقمص شخصية ذلك الرجل الملاك والأب من خلال القبله او يوحي لي بأنه هو، اسقط في يدي ولم اعد اتذكر مارأيت بوضوح ...

الثلاثاء، 17 مارس 2015

حكايتي مع الزمان

حكايتي مع الزمان

كان ده كان
كان اسمه حبيبي
كان ده كان
كان يوم من نصيبي
ضحيت بعمري معاه مشوار
مشوار اسمه الحياة
و كان
أنا
أنا اللي بينكم هنا
رضيت بالعذاب لحد ما قلبي داب
ولا ذوقت يوم هنا 
و أنا يا ما اتحملت أنا
قاسيت ولا اشتكيت
ولا جيت في يوم بكيت
منه لكم هنا أنا

لا عتاب حيشفي جراح ولا حيجيب إلي راح
دي حكايتي مع الزمان
الزمان الزمان حكايتي مع الزمان
رسم لي علي السما جنه فيها الهنا
و قال حنعيش هنا
قلت أحلوت سنيني
و بنالي في الخيال
قصور من الآمال و قال ما فيش محال
نمت و غمضت عيني
و مرت الأيام و صحيت من الأحلام
ما لقيتش غير آلام و عذابي مستنيني
و أنا
أنا إلي بينكم هنا مش عارفه رايحه فين
ولا فاكره جيا منين
جابني الطريق هنا أنا
و أنا 
ياما تحملت أنا
دموع ما تنتهيش و آلام ما تتنسيش
لو فات مليون سنه
أنا
لا عتاب حيشفي جراح ولا حيعيد إلي راح
دي حكايتي مع الزمان
الزمان
الزمان