الخميس، 26 يناير 2017

فصل
‎ليالي شتويه بارده
‎وقلب مشتت يبحث عن دفئ ولا يجده
‎يطول الليل وتتجمد المشاعر وتتحجر المآقي
‎وتقبض اناملها براحه واحده تضعها تحت رأسها لتشعر بقليل من الدفئ،
‎كل عضو من العود المتهالك يتقلص تحت الاغطيه الشتويه بطول المنام وعرضه الخالي من اي دفئ سوى دمعه تنحدر بحراره على طوف يدها التي تقبض عليها لتمحوها داخل الكف الذي يعود تحت خدها، تستسلم الى منامها...

‎عندما يحل المساء ينطلق حديث دافئ بين قلبها والأشياء المحيطه، كان يوم بعيد عندما سمعت صوت صرخه في الخارج وأطلت من الشرفه لترآه بشحمه ولحمه يقف امام جارتهم التي صرخت من هول المفاجأه. وقفه سريعه امام مراية الغرفه ثم تهرول الى امها في الغرفه المجاوره، أمي لقد عاد ،  وتختلط زغردة الأم ببكاء ثم كثير من الحمد والشكر، كانت كاميليا تتلمس وجهها وشعرها ان كان كل شيء في مكانه بعد ان مر الضحى وما وراء الضحى في الغرفه العبقه برائحة الصندل و معطر اللورد الأنجليزي العتيق، يالهذا القلب كيف تشع مشاعره الى العينين والوجنتين فيستحيل الى محيا يشع ، تعود اليها صورتها التي لمحتها قبل قليل في مراية الغرفه وتشعر بشيء يدفعها لتقفز الى السلالم وتقابله وتعانقه قبل ان يصل الشقه،
‎كان ذلك اليوم منذ زمن بعيد مع حلول المساء الذي لم يعد مرة أخرى لكن يبقى منه طيف يسري في الأجواء،
‎كلما حل المساء ينطلق حديث دافئ بين قلبها والأشياء المحيطه وحتى الشارع الذي رأته يقبل منه،

‎عندما يقترب المساء ويبقى شيء من
‎ النور تتذكر ان هناك ورد في البلكونه يحتاج قليل من الماء، وهي تملأ حوض الورد بالماء تجعل ظهرها للأطلاله التي تشرف على الشارع بأكمله ويدور في بالها نفس الفكره، ان  تحاول سقي الورد بعد ان يخيم الليل او قبل الفجر، قبل ان تغادر البلكونه والسهاد اللانهائي على ذلك المقعد،، لم تعد تقدر على النظر من تلك الشرفه في النهار وتبصر معالم الاشياء التي صاحبت قدومه عصر ذلك اليوم البعيد، لايبدو على محياها شيء ولا عينان مقطبتان ترمشان بانزعاج، ، فقط هدوء و نظره ذابله ووجه خالي من الملامح لكن تبقى الشفتان منقبظه قليلا، لعل شفتاها فقدت القدره على الانبساط    منذ ذلك الزمن البعيد،
‎يوما ما نسيت الشال على المقعد ورغم احساسها بقشعريره انتظرت حتى حل الظلام لتخرج الى البلكونه وتأخذ الشال في هدوء  وتعود لا تنظر حولها كأنها تشعر بأن أحد ما يرمق وجهها ،،،