الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

قصص قصيره


قصص قصيره

 

جيهان

اذكر وانا صغير بنت مصريه شابه جميله في العشرينات تسكن مع امها المدرسه، عينان خضراوان وشعر اشقر غريب علينا اهل القريه، احبها تقريبا كل شباب القريه، كانت مثال لشابه من الخيال كتلك التي في روايات الأميرات القديمه، توفي احد شباب القريه في حادث وعندما اقبلت البنت الى العزاء صاحت امه لا شعوريا "راح حبيبك يا جيهان" .. ضحك من ضحك واستمر البقيه في البكاء..

 

 

 

بائع الورد ....

 

كلمات معدوده اتلوها على نفسي واتمرن عليها باستمرار وانا ذاهب للقاء السيدة وايصال بوكيه الورد. لم احرص على تزيين بوكيه كحرصي على هذا ولافرق في القيمه. وكما كل يوم، ادخل الدار العبقه بالدفئ و رائحة السيده الآسره.. اخاف ان ترتعد الكلمات بصوتي او تأتيني حشرجه وتلاحظ ذلك، عادة ما تقول "ازيك" ولا تزيد . كم تمنيت ان تسأل عن ابنائي كي استطيع ان استرسل في الكلام او اي شيء، لاأعلم ان كانت تحب الأطفال لكني كنت احاول تحين الفرص لأجلب طرف الحديث وفي كل مره تهرب مني نفسي. كنت أقول نفس الكلمات التي اعتادت عليها خوفا من مضايقتها، اهرب من امامها كي لا تلحظ نظراتي، كم كنت احب ان اقف لمده اطول بين يديها لكن لا أمل في أي شيء او هكذا اريد ان اقنع نفسي، دخلت يوما، سلام ياستي، ردّت، اهلا يامحمد أزيك، "ابقى جيب بوكيه تاني وحياتك لم تيجي بكره". فاجأني شيء من الأنشراح كان باديا على محياها وألوان لم اعهدها في نواحي الدار، في اليوم التالي صعب علي حمل البوكيه الثاني، لم ازرها منذ ذلك اليوم. كان ذلك منذ اكثر من عشرون عاما،

علمت من جيرانها انها لا تزال هناك مع امها فقلت في نفسي ليتني لا أزال ابيع الورد، افكر ان اذهب اليها ببوكيه أخير لكن لا اعلم بأي صفه أقابلها ..

 
حلم ....


رأيت في مايرى النائم ليلة البارحه اناس كثيرون يقفون على الطرقات يستقبلون مولود جديد... أمرأه فارعه دقيقة الملامح في كامل زينتها تجلس على كرسي كأنه عرش وفاتحة عن بطنها المستدير ومنفرج فخذاها وكانت تبدو مبتسمه لا تعاني من الآم ولاده اصبحت وشيكه، ثم رأيت نفسي اعتلي مرتفع واصيح بالناس ، انكفئوا... انكفئوا.. حتى يرى هذا المولود النور..وسمعت رجل بجانبي يغمز ولي ويهمز، بأن اصرح لهم بمشاعري الحقيقيه وهو يمليها علي وان اقول لهم ان هذا المولود هو عباره عن حيوان منوي خرج من ..، وردد العباره التي استحي ان اقولها، ثم ولج هذا الحيوان الى بطن أمرأه من.......وردد العباره التي استحي ايضا قولها، فاستحال الى انسان، وجعل اوصاف وتصورات معينه لذلك الحيوان كأن يكون رأسه بعينان بارزتان كبيرتان بينهما معول كالقرن يحارب به كي يصل الى مبتغاه ويفتك بمن امامه حتى يدخل الى اماكن كثيره بعد ان يريق كثير من الدماء،  ثم الح علي ذلك الرجل ان اصرح وارفع صوتي على هيئة التساؤل، كيف يكون مثل هذا المخلوق انسانا سويا؟ لقد اربكني بتساؤلات ووساوس باتت معي ولا زلت افكر بها وتشبه الى حد كبير الأستغراب و التحرج الكبير الذي نشعر به عندما نفكر في هذا الأمر ونحن بصحبة والدينا، ثم حاولت ان اقنع نفسي ان ذلك الرجل شيطان في هيئة انسان ..

الغريب انني بعد ان هبطت من ذلك المرتفع في حلمي الطويل المتناثر سلكت طريق طويل فسيح في براري شاسعه لا نهاية لها مليئة بالزهور واجواء تعبق بالنسائم اللطاف والسماء يكسوها شفق لكن غالبه صفره منيره كأنه وهج يطل ويحيط بكل شيء، ورايت مخلوقات كحوريات الجنه يتهادين في حلل فضفاضه ليستقرون في احضان رجال جميلي الطلعه ويبدو عليهم الشهامه والرجوله في ابهى اوصافها ولكن صعب علي تبين ملامحهم، ثم رأيت هؤلاء الرجال يضمون تلك الحوريات ويقبلونهن قبلات شغوفه وطويله تفوق الوصف وكأنهم في حالة حب خالص او مستحيل، كانو وهم يفعلون ذلك يمدون ايديهم باستمرار ويتلمسون رؤوس الحوريات الصغيره وبطونهن وكأنهم يبحثون عن شيء،  ومن بين كل المرئيات الضبابيه هذه يرفع احد الرجال حوريته الى الأعلى وهي تحاول مواصلة الألتحام به وتقبيله ، وعندما تباعدت اجسادهم رايته يقبلها قبلات كثيره متقطعه وهو يقول، انظري.. انظري الى بطنك الآن، لقد وهبتك مولودا جديدا، دعيه يبقى بيننا ولا تنزليه الى الأرض ابدا ويركن الى شهوته..

واصلت المسير بعدها في اماكن غير تلك الجنان ولا اذكر منظرها لكنها حتما باهته من الألوان، رأيت الرجل الذي وسوس لي فوق ذلك المرتفع في بداية الحلم يقف امامي مرة اخرى وان احاول الأبتعاد عنه، تشتبه علي الخيالات وتتناوب بين هذا الرجل والآخر ابو المولود من خلال القبله الذي فارقته للتو، اجهد ذاكرتي طويلا لأتخيل هيئتهما ومقارنة كلا منهما بالآخر، تارة تلتحم الصورتان وتارة تتنافر، واحيانا أأول لنفسي ان الرجل الشيطان يريد ان يتقمص شخصية ذلك الرجل الملاك والأب من خلال القبله او يوحي لي بأنه هو، اسقط في يدي ولم اعد اتذكر مارأيت بوضوح ...