الثلاثاء، 30 يوليو 2013

كنت اعتقد و أود ان يكون هناك بصيص من نور في أنسانه، واحيانا استمتع ان انقب لعلي اجد بين وجوه كثيره هنا وهناك، واحده فقط كانت تتكلم بطريقه مختلفه و شعرت ان قلبها تعتصره اشواق دفينه وتخرج منه كلماتها صادقه،، ثم اتى عليها طوفان واندثرت مع من اندثر،،، ويبقى في الأفق خيال انسانه واحده، كلما نظرت اليها اشرقت الأنواء واجواء الرياحين و طارت بي في افق عجيب من كلمات متصله منفصله و انغام كانها نشيد غير اهل الأرض ،اشتقت اليك يا ملاكي، ،،،

الأحد، 21 يوليو 2013

طعم التراب ، رائحة المطر، الريحان ،،


كتابات متناثرة عن المطر، رائحة المطر، والنبات السحري،، الريحان:

الريحان:


هذه الأيام ولا ادري ان كان يجوز في نهار رمضان، اشم الريحان الناشف واشعر انه يتغلغل في الصدر واستطيع اخذ ذلك النفس العميق ثم الزفير الطويل، لا اعتقد ان هذا يفسد الصوم

لمن له ريحان، قص رزمة كبيره وانشرها في مكان بارد حتى تجف تماما ثم ازل العيدان عن الورق وضع الأوراق الناشفه في اناء، وعندما تأخذ قبضه من تلك الأوراق تتكسر فتنبعث منها الرائحه السحريه .. و تبقى تلك الرائحه اسابيع طويله، هي فعلا من رائحة الجنه..

الغريب اثناء التجفيف تتكون طبقه بيضاء كنت اتخيلها عفونه، ولو كنت عالم نبات لأكتشفت ان هذا الريحان لديه تعليمات دقيقه بأن يحتفظ بالرائحه بطريقة ما، كيف تفسر ذلك العبق المتواصل بعد شهر او شهرين في الأناء المكشوف، وكلما اخذت من تلك الأوراق المفتته طارت الرائحه ولا تنتهي، الحقيقه كنت اريد ان اقول انني ينكتم نفسي ووجدت ان استنشاق هذا الريحان المجفف يعيد الي نفسي قليلا،،  هنا مزارع يقول لي ان الريحان فصائل وانواع ومنه نوع معين هو الجيد، ربما لديكم من يدلكم على نفس المعلومه، لكن ارجوكم لا تقطفوا الريحان مساء وهو نائم.


ثم الريحان :
 
في قريتنا اناس اسنانهم كالفحم من كثرة الشاي والتبغ لكنهم اصح من اهل معاجين الأسنان، بالمناسبه هؤلاء يستخدمون سواك يقص من الشجر اسمه "عرعر" به قوة الماده المطهره الطبيعيه وعندما يلوكه الأنسان يصبح نفسه كالنسيم، رائحته بين الريحان والسواك،،هناك ايضا نبات "العثرب" الكثير في الوديان، اكتشفت ان هناك ماده تستخلص من اوراقه معقمه لللثه والأسنان يصنعونها في اوروبا، ياله من لذيذ العثرب ،

كنت قد ذكرت يوما عن ما يسمى "الشيده" وهي من الأشياء التي تعبق برائحة الأرض وهي عبره عن طلاء للجدران مصنوع محليا من صخور معينه بيضاء اللون شبيهه بالرخام المتفتت، يكسرونها وينقعونها في ماء لشهور حتى ينقلب الماء مثل الطلاء الأبيض ثم يضعون عليها من شجر الجبال الشبيه بالصنوبر "العرعر" ويستخدمون اغصانه ايضا كأداة لطلي الجدران ،رائحة هذا الطلاء المنعشه عندما يعم ارجاء البيوت بعد طلائها تجعلك تأخذ اعمق الأنفاس. تشبه الشيده اللبن الرائب ببياضها الناصع ، لقد اوشكت يوما ان اضع خوطا من الريحان واقترب منها واشرب، طبعا ساكون كمن يشرب الجبس !! اكتفي بالرائحه اذا، كم احبها،



و اشعر اني لو انتقعت انا برأسي في بطن الشيده وغفوت قليلا لبرئت من علل كثيره،،


رائحة المطر – اول شعور:

ارض مجدبه وسط بريه بعيده الا من علامات حياة قديمه كانت هناك، عروق وجذور اشجار كرؤوس الأبل النافقه ، في الجوار كان هناك عمال كثيرون وجرافات ضخمه تسوي المرتفعات والمنخفضات وتقتلع جذور عملاقه من تحت الأرض وتجرف صخور كبيره محدثه جلبه صارخه ومثيره لأتربه وغبار كثيف لا يحول دونه دوراني حول نفسي ويحيط بي كالشرر يتسلل داخل عيناي وأذناي ، اشعر بمرارة طعمه في فمي وكأنه يتسلل من بين شفتاي، رغم كل ذلك وقفت خاشعا واجما وسط هذه الملحمه، وقفت على هضبه قريبه تشهد على لقاء مرتقب بين الأرض والسماء، كانت في اول الأمر قطرات قليله من غيوم متناثره ثم احتكمت السماء من كل جانب، بدأ المطر شيأ فشيأ، توقفت الجرارت وغادرها من كان فيها والجميع يمشي في اسراب الى الأنحاء المرتفعه مشدوهين مستبشرين، يغرقهم المطر ويستمرون في رفع رؤوسهم والنظر الى السماء، يضرب مطر آخر اكثر قوه، تستقبله الأرض، رياح تسوق المطر وهو يربت الأرض محدثا ذلك الصوت الجميل، نجوى التقاء المطر المنهمر مع الأرض ، استلقيت على الهضبه المشرئبه التي اغتسلت وخرجت منها الوانها واتضحت معالمها كأنها بشرة مخلوق حي و تبادت لي كذلك الوان وبريق ما حولي، ينهمر الماء على وجهي وأبتلع بقايا التراب المحيط بفمي والمطر يسيل به الى جوفي، جلست رافعا رأسي الى الفضاء وأغمضت عيناي ثم سرت في انفاسي رائحة المطر،،،، يالها من رائحه ..

 
رائحة المطر – القصه الكامله

اعود مره اخرى الى المطر ورائحة المطر

كنت في قريتي الصغيره، اخي يسكن في بيت صغير في طرف ارض مفروشه بالحجاره الصغيره الحجم وكأنها منتقاه،  بجانب بيته ارض زراعيه فيها من كل شيء حتى انه يملأ طاولة الطعام بكل انواع الخضروات والفواكه،

امي في الأصل مزارعه وهي مريضه بجلطات متتابعه منذ سنين طويله، تأن من الألم بعدد الثواني وعندما ينزلها المزرعه تسكت لساعات.

كنا بعد المغرب داخل البيت وقام أخي يرد الباب ويحذر اولاده وهو ينظر الى الخارج، هناك عجاج مؤذي ورياح تدير قراطيس بشكل مضحك في الهواء،  جاء وقت صلاة العشاء وذهب الى المسجد المجاور وترك الباب مفتوحا، دخلت علينا رائحة الغبار الذي يملأ الساحه وفجأة شعرت بنسمه بارده، ابصرت صفاء ولمعان خارج الباب، خرجت وكانت المفاجأة الجميله، مطر يتهاطل ومعه رياح خفيفه ، لم يكن مطرا غزيرا بل هطلان خفيف صغيرالقطرات ومتسارع وتموج به النسمات يمنة ويسره، لم تدم تلك المطره اكثر من دقائق لكنها غسلت الساحه وارجاء المكان واعادت لي رائحة المطر الساحره التي لم اشهدها منذ مده طويله.

منذ شهور اتاني طيف من خيالات اكثرها ترتبط بالمطر ورائحة المطر في اراضي ووديان جرداء قاحله تشبه الوديان التي نمر منها في بعض مناطقنا خصوصا النائيه غبراء اللون، يطوف ببالي بعض المخلوقات الغريبه التي تخرج من جحورها قبل هطول المطر وكأنها تتنبأ بقدوم المطر،

في طريق عودتي من قريتي البعيده وقفت على وادي رحب جدا و متباعد الجبال، المنظر في اسفل الوادي شبيه بما يتكرر في ذهني ، معدات وجرارات ومحيط مليئ بالأتربه والجفاف والنباتات المتخشبه، ونباتات اخرى يانعة الخضره متوزعه في نواحي معينه من الوادي، وقفت في ذلك الوادي مدة طويله رغم حرصي على السفر والوصول الى مقصدي نهارا، استشعرت في تلك اللحظات كم هي جميله ايام وفصول هذا الوادي وكم من امطار هطلت هنا في ايام الصيف عندما تخرج رائحة الأرض اذا هزها المطر.

هكذا تمضي بي هذه الخيالات التي استغرب كيف اجتاحتني فجأة وجعلت العالم الآخر الأخضر المليء بالينابيع والبحيرات والأنهار يصغر في عيني عندما ارى نفسي في ارض جرداء يزورها شيء من المطر، حتى انني وكما هي حال المحب يرى كل شيء في محبوبته جميلا ويزدري ما غير ذلك، انظر الى مروج العالم والأدغال والأنهار بازدراء قائلا لنفسي كم هي بليده تلك الطبيعه، كم هي بعيده ومطموره تربة الأرض ورائحتها،  كم هو ممل ليلها ونهارها وكأنك تنظر الى "صورة منظر طبيعي"، كم هي مزعجه بحشراتها الكثيره المتطفله وروائحها القريبه من رائحة العرفج السمج المتشبع بالماء والرجغ.

اعود فاتذكر ديرتنا ورائحة ارضها ، واشياء  بها رائحة تلك الأرض كانوا يعملونها مثل طلاء الجدران المصنوع محليا من صخور معينه بيضاء اللون شبيهه بالرخام المتفتت،  يكسرونها وينقعونها في ماء لشهور حتى ينقلب الماء مثل الطلاء الأبيض ثم يضعون عليها من شجر الجبال الشبيه بالصنوبر ويستخدمونه ايضا كأداة لطلي الجدران ، يال رائحة هذا الطلاء المنعشه عندما يعم ارجاء البيوت بعد طلائها ،،

عدت الى بيتي داخل المدينه وجلبت من قريتنا بعض الريحان والرمان، رائحة الريحان المجفف شبيهه برائحة الأرض بعد المطر، ربما هذا ما يفسر المحبه ، والرمان ايضا ، لبّه اذا فركته بين الأصابع اشبه ما يكون برائحة المطر، خصوصا انه ينمو بشكل طبيعي على مشارف الوادي،

الأحد، 14 يوليو 2013

call it solitude ,

ثمّة شقاء مخيف، يكبر كلما ازداد وعينا بأن ما من أحد يستحق سخاءنا العاطفي، ولا أحد أهل لأنْ نهدي له جنوننا.