الثلاثاء، 10 يناير 2012

* قراءه أخرى لكلمات محمد آدم

اندهشت السيده من كلام السيد
ورنت إليه ببصرٍ منجردٍ
وهي واقفه على حافة الليل ترقب تحولات النهار
أليست القيامة أقرب إلىَّ منه
ومن تفاصيل جسده
وهو ممسك بزمام وقتى
وأنا واقفه على شجر التحولات
وأقاليم الرؤيا؟
عندئذٍ...
انتبه السيد إلى كلام السيده
وأخذيقرأ بصوتٍ رحبٍ...

ما بينك وبيني روضات واسعة
لا يعرف مداها أحد إلا بى
فخل عنك وتخلي عنى

فهل تعرفين أيتها السيده لماذا أتخفى عنك بالليل والنهار
ولا أنكشف إلا لى؟
قمصانى هى الماء
ولغتى هى الأرض
وما بين كل قميص وقميص مسيرة ألف عام من الموت والحياة
فكيف تصلين إلىّ أيتها السيده
وهى بعيدة
لا يبلغها السائرون إلا نياماً
بعد ميتاتٍ كثيرةٍ
وحيواتٍ غالبةٍ.

ما بين لغتى والأرض
أكبر مما بين السماوات والأرض من تفاوت
وكلامٍ هو كلام البرازخ
ولكنك لا تعرفين أى كلامٍ هو لك وأى كلام هو لىْ
فلا يفك رموزه إلا أصحاب الضحى والليل
ولا يقترب منه
إلا أولو العزم من الأخلاء والأصفياء ومن أذنت لهم
من أصحاب الحاجات من العشق
وطلاب الموت الحميم.
 28 سبتمبر 2011 في 15:01
احيانا اشعر اني ادين لمن يقرأ لي باعتذار على ترهات تذهب عني ثم تعود بألحاح، لا ادري ان كانت معنويه لأحد على هذه الأرض مثل ما هي بالنسبة لي، اسأل نفسي احيانا لماذا تعود لي هذه الخواطر، مثل هذا الحلم القديم:

رأيت في مايرى النائم ليلة البارحه اناس كثيرون يقفون على الطرقات يستقبلون مولود جديد... الأم في وسط المشهد ، أمرأه فارعه دقيقة الملامح في كامل زينتها من مساحيق و طلاء وحليّ في كل ارجاء جسمها، تجلس على كرسي كأنه عرش وفاتحة عن بطنها المستدير ومنفرج فخذاها، كانت تبدو مبتسمه ومتهكمه و لا تعاني من الآم ولاده اصبحت وشيكه، ثم رأيت نفسي اعتلي مرتفع واصيح بالناس ، انكفئوا... انكفئوا و دعو هذا المولود يرى النور بعيدا عن اعينكم.. فجأة سمعت رجل بجانبي يغمز ولي ويهمز بكلام لم اتبينه جيدا، نزلت من ذلك المرتفع واذا به يتجاسر وهو ينظر في عيناي ويطلب مني أن اصرح لهم بمشاعري الحقيقيه وهو يمليها علي، ان اقول لهم ان هذا المولود هو عباره عن حيوان منوي خرج من ..، وردد العباره التي استحي ان اقولها، ثم ولج هذا الحيوان الى بطن أمرأه من.......وردد العباره التي استحي ايضا قولها، فاستحال الى انسان ويظهر الرجل تجاهل متعمد وكفر جلي بما جرى بين هذا وذاك، بل انه جعل اوصاف وتصورات معينه لذلك الحيوان كأن يخرج علينا برأسه ذات العينان البارزتان الكبيرتان كتلك التي نراها لمخلوقات تحت المجهر، وبين عيناه معول كالقرن يحارب به كي يصل الى مبتغاه ويفتك بمن امامه حتى يدخل الى اماكن كثيره بعد ان يريق كثير من الدماء، ثم الح علي ذلك الرجل ان اصرح وارفع صوتي على هيئة التساؤل، كيف يكون مثل هذا المخلوق انسانا سويا؟ لقد اربكني بتساؤلات ووساوس عن تلك المرأه الجالسه فوق العرش تلد وكأنها تجلس مجلس انس ومرح، باتت معي تساؤلاته ولا زلت افكر بها وتشبه الى حد كبير الأستغراب و التحرج الكبير الذي نشعر به في طفولتنا عندما نفكر في هذا الأمر ونحن بصحبة والدينا، ثم حاولت ان اقنع نفسي ان ذلك الرجل شيطان في هيئة انسان ..وانه يتكلم عن تلك المراه بعينها ، حاولت ان اقنع نفسي بذلك ..
الغريب في حلمي الطويل المتناثر انني بعد ان خرجت من بين الناس المتجمهرين حول تلك المرأه هبطت هبوطا طويلا وسلكت طريق طويل فسيح في براري شاسعه لا نهاية لها مليئة بالزهور واجواء تعبق بالنسائم اللطاف والسماء يكسوها شفق لكن غالبه صفره منيره كأنه وهج يطل كأنه مشكاة عظيمه موجه هنا وهناك ويحيط بكل شيء، ورأيت العجب العجاب، مخلوقات كحوريات الجنه يتهادين في حلل فضفاضه ليستقرون في احضان رجال جميلي الطلعه ويبدو عليهم الشهامه والرجوله في ابهى اوصافها ولكن يصعب تبين ملامح اولئك الرجال، يعانقون تلك الحوريات ويقبلونهن قبلات شغوفه وطويله تفوق الوصف وكأنهم في حالة حب خالص او مستحيل، كانو وهم يفعلون ذلك يمدون اياد كمخلوقات الله ذات الأيادي الكثيره ويتلمسون رؤوس الحوريات الصغيره وبطونهن وكأنهم يبحثون عن شيء، ومن بين كل المرئيات الضبابيه هذه يرفع احد الرجال حوريته الى الأعلى وهي تحاول مواصلة الألتحام به وتقبيله ، وعندما تباعدت اجسادهم رايته يقبلها قبلات كثيره متقطعه وهو يقول، انظري.. انظري الى بطنك الآن، لقد وهبتك مولودا جديدا، دعيه يبقى بيننا ولا تنزليه الى الأرض ابدا ويركن الى شهوته..
واصلت المسير بعدها في اماكن غير تلك الجنان ولا اذكر منظرها لكنها حتما باهته من الألوان وبعيده عن النور، رأيت الرجل الذي وسوس لي فوق ذلك المرتفع في بداية الحلم يقف امامي فجأة وانا احاول الأبتعاد عنه، تشتبه علي الخيالات وتتناوب بين هذا الرجل والآخر ابو المولود من خلال القبله الذي فارقته للتو، اجهد ذاكرتي طويلا لأتخيل هيئتهما ومقارنة كلا منهما بالآخر، تارة تلتحم الصورتان وتارة تتنافر، واحيانا أأول لنفسي ان الرجل الشيطان يريد ان يتقمص شخصية ذلك الرجل الملاك والأب من خلال القبله او يوحي لي بأنه هو، اسقط في يدي ولم اعد اتذكر مارأيت بوضوح ...
 27 سبتمبر 2011 في 14:47
هذا الريحان، اعود اليه بحثا عن عبق الأرض ورائحة المطر، أقص مجموعه كبيره وانشرها في مكان بارد واتركها مده طويله حتى تجف تماما ثم اخرطها من العيدان وافركها وأضعها في اناء،كل يوم افركها باصابعي واستنشق بعمق... تبقى تلك الرائحه اسابيع طويله، ربما هي كما قيل من رائحة الجنه..
الغريب اثناء التجفيف تتكون طبقه بيضاء كنت اتخيلها عفونه، ولو كنت عالم نبات لأكتشفت ان هذا الريحان لديه تعليمات دقيقه بأن يحتفظ بالرائحه بطريقة ما، كيف تفسر ذلك العبق المتواصل بعد شهر او شهرين في الأناء المكشوف، وكلما فركت تلك الأوراق المفتته طارت الرائحه ولا تنتهي،
الحقيقه أنني من كثر التدخين ينكتم نفسي اثناء النوم ووجدت ان استنشاق هذا الريحان المجفف يعيد ألي نفسي قليلا.
هنا مزارع يقول لي ان الريحان فصائل وانواع ومنه نوع معين هو الجيد، اكيد لدىكم من يدلكم على نفس المعلومه، لكن ارجوكم لا تقطفوا الريحان مساء وهو نائم.
 17 أغسطس 2011 في 10:26
اعود مره اخرى الى المطر ورائحة المطر
كنت قبل رمضان في قريتي الصغيره، اخي يسكن في بيت صغير في طرف ارض مفروشه بالحجاره الصغيره الحجم وكأنها منتقاه، بجانب بيته ارض زراعيه فيها من كل شيء حتى انه يملأ طاولة الطعام بكل انواع الخضروات والفواكه،
امي في الأصل مزارعه وهي مريضه بجلطات متتابعه منذ 18 عاما، تأن من الألم بعدد الثواني وعندما ينزلها المزرعه تسكت لساعات.
كنا بعد المغرب داخل البيت وقام أخي يرد الباب ويحذر اولاده وهو ينظر الى الخارج، هناك عجاج مؤذي ورياح تدير قراطيس بشكل مضحك في الهواء، جاء وقت صلاة العشاء وذهب الى المسجد المجاور وترك الباب مفتوحا، دخلت علينا رائحة الغبار الذي يملأ الساحه وفجأة شعرت بنسمه بارده، ابصرت صفاء ولمعان خارج الباب، خرجت وكانت المفاجأة الجميله، مطر يتهاطل ومعه رياح خفيفه ، لم يكن مطرا غزيرا بل هطلان خفيف صغيرالقطرات ومتسارع وتموج به النسمات يمنة ويسره، لم تدم تلك المطره اكثر من دقائق لكنها غسلت الساحه وارجاء المكان واعادت لي رائحة المطر الساحره التي لم اشهدها منذ مده طويله.

منذ شهور اتاني طيف من خيالات اكثرها ترتبط بالمطر ورائحة المطر في اراضي ووديان جرداء قاحله تشبه الوديان التي نمر منها في بعض مناطقنا خصوصا النائيه غبراء اللون، يطوف ببالي بعض المخلوقات الغريبه التي تخرج من جحورها قبل هطول المطر وكأنها تتنبأ بقدوم المطر،

في طريق عودتي من قريتي البعيده وقفت على وادي رحب جدا و متباعد الجبال، المنظر في اسفل الوادي شبيه بما يتكرر في ذهني ، معدات وجرارات ومحيط مليئ بالأتربه والجفاف والنباتات المتخشبه، ونباتات اخرى يانعة الخضره متوزعه في نواحي معينه من الوادي، وقفت في ذلك الوادي مدة طويله رغم حرصي على السفر والوصول الى مقصدي نهارا، استشعرت في تلك اللحظات كم هي جميله ايام وفصول هذا الوادي وكم من امطار هطلت هنا في ايام الصيف عندما تخرج رائحة الأرض اذا هزها المطر.
هكذا تمضي بي هذه الخيالات التي استغرب كيف اجتاحتني فجأة وجعلت العالم الآخر الأخضر المليء بالينابيع والبحيرات والأنهار يصغر في عيني عندما ارى نفسي في ارض جرداء يزورها شيء من المطر، حتى انني وكما هي حال المحب يرى كل شيء في محبوبته جميلا ويزدري ما غير ذلك، انظر الى مروج العالم والأدغال والأنهار بازدراء قائلا لنفسي كم هي بليده تلك الطبيعه وكم هي بعيده ومطموره تربة الأرض ورائحتها، كم هو ممل ليلها ونهارها وكأنك تنظر الى "صورة منظر طبيعي"، كم هي مزعجه بحشراتها الكثيره المتطفله وروائحها القريبه من رائحة العرفج السمج المتشبع بالماء والرجغ.

اعود فاتذكر ديرتنا ورائحة ارضها ، واشياء بها رائحة تلك الأرض كانوا يعملونها مثل طلاء الجدران المصنوع محليا من صخور معينه بيضاء اللون شبيهه بالرخام المتفتت، يكسرونها وينقعونها في ماء لشهور حتى ينقلب الماء مثل الطلاء الأبيض ثم يضعون عليها من شجر الجبال الشبيه بالصنوبر ويستخدمونه ايضا كأداة لطلي الجدران ، المهم ان رائحة هذا الطلاء المنعشه عندما يعم ارجاء البيوت بعد طلائها تجعلك تأخذ اعمق الأنفاس.

عدت الى بيتي داخل المدينه قبل رمضان بأيام وجلبت من قريتنا بعض الريحان والرمان، احب رائحة الريحان الشبيهه برائحة الأرض عندما يزورها المطر، افطر هذه الأيام في رمضان على رمان كل يوم واعضعض اللب المر واتلذذ في ذلك، اكل الرمان ولبابته اقرب شيء في ذهني لرائحة تربة الدياروالمطر خصوصا انه ينمو عندنا كثيرا في الوديان ، وانا اتخيل انه نما بشكل طبيعي في اراضين على مشارف الوادي، اتلذذ بالرمان على صغر حباته وبياضها الشبيه ببياض العاج، اقطع الرمانه كالبرتقاله واقضمها بحبها ولبابتها،
اما الريحان فأضع منه ربطة وراء أذني و أحيط بها وبرأسي عمامتي أسوة بأمي ..
 15 يونيو 2011 في 12:32
هناك عامل مشترك في كل مانقول، شكوانا واشتياقنا وترهاتنا اليوميه ومحاولاتنا الشعريه والنثريه، حتى الصور الرمزيه التي نضعها على صفحاتنا، التوق الى ذلك الحب المستحيل الذي نحلم به، الذهاب بأعيننا الى افق بعيد وكأنا نستشرف غائب ما، وايام جميله مرت بنا نريد ان نستعيدها ، نمضي هكذا ، حتى النغم الأعتيادي لم يعد يطربنا لذا نعود الى الزمن الجميل ونجد كلمه هنا او هناك تعيد الينا آهات صادقه من القلب ،، وللحديث بقيه طويله، ربما...
 7 يونيو 2011 في 16:47
مطر
ونحن في الظلمات
مطر
نموت في الطرقات
مطر
نحتسي العثرات والحسرات
مطر الرحمه
عندنا مطر العذاب
هل رأيت وجه جميله مشرئب بالمطر فوق الجبال
هل رأيت حبات المطر تقطع وجهها المرمري
تتدحدر بين الشفتين الى النحر الى الثديين
وهي مشرعة الجناحين
ثم رأيت الجسد يصلي لله ويسجى مطبق الجناحين
تموت تلك الأجساد في سلم وسلام
تودع بكثير من الصلوات والزهور
تحت المطر

***

هانحن اقتربنا من الأرض، هاهي تتلفح بالآثام والرجس العظيم
مطر العذاب
حين يشق الأرض وكأن الأرض غير الأرض
يا سماء اقلعي
خندق عاليها وخندق سافلها
يا ارض لا تبلعي ماءك
لاغيض ايها الماء
نتجرعه ولا نكد نسيغ
مطر
يأتينا الموت من كل مكان
مطر
وما هو بميت
مطر وبر
و مقبرة لرجل واحد
ومن ورائه عذاب غليظ
وأمرأة تحمل طفلاها الى الخندق كي تموت معهم
مطر
كالمهل
يشوي الوجوه
نتحاشر في هذه الخنادق
في أرض بها شرق وغرب
والبحر ليس ببعيد عن هاهنا ..
 7 يونيو 2011 في 12:46
ارض مجدبه وسط بريه بعيده الا من علامات حياة قديمه كانت هناك، عروق وجذور اشجار كرؤوس الأبل النافقه ، في الجوار كان هناك عمال كثيرون وجرافات ضخمه تسوي المرتفعات والمنخفضات وتقتلع جذور عملاقه من تحت الأرض وتجرف صخور كبيره محدثه جلبه صارخه ومثيره لأتربه وغبار كثيف لا يحول دونه دوراني حول نفسي ويحيط بي كالشرر يتسلل داخل عيناي وأذناي ، اشعر بمرارة طعمه في فمي وكأنه يتسلل من بين شفتاي، رغم كل ذلك وقفت خاشعا واجما متصبرا وسط هذه الملحمه، وقفت على هضبه قريبه تشهد على لقاء مرتقب بين الأرض والسماء، كانت في اول الأمر قطرات قليله من غيوم متناثره ثم احتكمت السماء من كل جانب، بدأ المطر شيأ فشيأ، توقفت الجرارت وغادرها من كان فيها والجميع يمشي في اسراب الى الأنحاء المرتفعه مشدوهين مستبشرين، يغرقهم المطر ويستمرون في رفع رؤوسهم والنظر الى السماء، يضرب مطر آخر اكثر قوه، تستقبله الأرض، رياح تسوق المطر وهو يربت الأرض محدثا ذلك الصوت الجميل، نجوى التقاء المطر المنهمر مع الأرض ، استلقيت على الهضبه المشرئبه التي اغتسلت وخرجت منها الوانها واتضحت معالمها كأنها بشرة مخلوق حي و تبادت لي كذلك الوان وبريق ما حولي، ينهمر الماء على وجهي وأبتلع بقايا التراب المحيط بفمي والمطر يسيل به الى جوفي، جلست رافعا رأسي الى الفضاء وأغمضت عيناي ثم سرت في انفاسي رائحة المطر، يالها من رائحه ..
 9 فبراير 2011 في 8:43
... ثم لا ادري اي مكمن للسحر هذا الذي يستحيل الوصول اليه او قدرتي على احتماله ووصفه؟!

في طلعنها الق .. وبهاء وكمال .. تؤنس وحشة الطرقات .. وتبهي الشرفات .. وتزين مساء الحارة وهي عائده .. وصباحها التالي في الذهاب..تزين عيناي التي ترقبها وتتبعها اينما حلت واينما رحلت ...تجعل للكلمه معنى .. وللنغم حلاوة وصدى ..وللورد محيط يحتويه ... واياد ترتويه وتحنو عليه ..وللرحيق مشارب اخرى تؤويه كل مساء.. أنامل من فضه .. وعينان تشع منهما لوعة واشتياق ووله ..وجهها فجر مقمر وسحاب يحجب اشعاع اوشك ان يحرق المهجه..تهل وتتناهى الى ملكوت من السحر والكبرياء ..تنحني به لطفل في الشارع تقبله في غفلة من العالم..ثم ابتسامتها .. كم هي صافية السريره تلك الأبتسامه .. رأيت عبقها في الأجواء من حولي .. وفي وجه النهار الذي ابصرها فيه ..حنوها لوحه شعريه تستحيل الوصف ... ايا مولاتي ..مودتك رحمه عامه.. وانتهاء خيالك في الشارع يكسب الوجوه والمعالم الونها..
تقف كاميليا على ناصية الشارع الطويل وعيد رأس السنه ينشر الفرحه والبهجه على وجوه العابرين، شيء من الأمان يعم الشوارع والتجمعات وكأن الجميع متفق على حضور موسم الأنشراح والمشاركه رغم كل الألآم وانقضاء عهد الحب المستحيل، لكن محبه طافره او شبهة محبه تتبادلها الأعين والأيادي واحيانا الشفاه، نسيم النيل يسري في الشوارع الجانبيه وروائح الياسمين تملأ الأنفاس واشعة الشمس الذهبيه تستقر على الوجوه فتزيدها القا وانشراحا، تهم كاميليا بأيقاف تاكسي ثم فجأه تستدير وتمشي ببطئ رافعه رأسها الى السماء كمن يسبح في خيال ما، تيقنت حينها انه النسيم العليل هو مادفعها الى التمشي قليلا. انظر اليها مليا وانا اسير وراءها من بعيد، شعر كستنائي يميل الى الحمره يزداد توهج ولمعان كلما لامسته اشعة الشمس، ربما بفعل حبها للحناء الذي رأيتها تشتري يوما كميات كبيره من اوراقه تقوم بطحنها وتجهيزها ، يبدو شعرها من بعيد كث وثابت رغم معرفتي بنعومته حين تفحصته يوما عن قرب، يستطيل وراء الرقبه ويستلقي على اعلى الظهر لكن يقف على حدود كتفيها عندما تتلفت يمنة ويسره تناظر العربيات المسرعه بجانب الرصيف ، ينسدل شعرها بحريه من خلف الرأس المربوط اعلاه بشريط اسود غير ظاهر لولا وجود بعض التطريز على اطرافه، وتعتقد اي شارب مشابه يتدلى على طول الرقبه وعلى الفانيله الفرنسيه فستقية اللون التي يشوبها ترتر كاد ان يختفي مع طول الزمن وبحياكتها الطوليه الدقيقه المتماوجه قربا وبعدا على تضاريس جسمها النحيل والممتده الى منتصف الخاصره فوق التنوره الساتان الفاحمه، يبدو ان كل قطعه من ملابسها مختاره بكل عنايه، تسير كاميليا الفنانه ويداها الطويله تضم حقيبتها اليدويه على صدرها ومن فوقها صفحة بشرتها بصفرتها الألهيه، تسير وكأنها لوحه مرسومه بين اصفرار الشمس وساعة الأصيل ..

ليست هناك تعليقات: