احيانا اشعر اني ادين لمن يقرأ لي باعتذار على ترهات تذهب عني ثم تعود بألحاح، لا ادري ان كانت معنويه لأحد على هذه الأرض مثل ما هي بالنسبة لي، اسأل نفسي احيانا لماذا تعود لي هذه الخواطر، مثل هذا الحلم القديم:
رأيت في مايرى النائم ليلة البارحه اناس كثيرون يقفون على الطرقات يستقبلون مولود جديد... الأم في وسط المشهد ، أمرأه فارعه دقيقة الملامح في كامل زينتها من مساحيق و طلاء وحليّ في كل ارجاء جسمها، تجلس على كرسي كأنه عرش وفاتحة عن بطنها المستدير ومنفرج فخذاها، كانت تبدو مبتسمه ومتهكمه و لا تعاني من الآم ولاده اصبحت وشيكه، ثم رأيت نفسي اعتلي مرتفع واصيح بالناس ، انكفئوا... انكفئوا و دعو هذا المولود يرى النور بعيدا عن اعينكم.. فجأة سمعت رجل بجانبي يغمز ولي ويهمز بكلام لم اتبينه جيدا، نزلت من ذلك المرتفع واذا به يتجاسر وهو ينظر في عيناي ويطلب مني أن اصرح لهم بمشاعري الحقيقيه وهو يمليها علي، ان اقول لهم ان هذا المولود هو عباره عن حيوان منوي خرج من ..، وردد العباره التي استحي ان اقولها، ثم ولج هذا الحيوان الى بطن أمرأه من.......وردد العباره التي استحي ايضا قولها، فاستحال الى انسان ويظهر الرجل تجاهل متعمد وكفر جلي بما جرى بين هذا وذاك، بل انه جعل اوصاف وتصورات معينه لذلك الحيوان كأن يخرج علينا برأسه ذات العينان البارزتان الكبيرتان كتلك التي نراها لمخلوقات تحت المجهر، وبين عيناه معول كالقرن يحارب به كي يصل الى مبتغاه ويفتك بمن امامه حتى يدخل الى اماكن كثيره بعد ان يريق كثير من الدماء، ثم الح علي ذلك الرجل ان اصرح وارفع صوتي على هيئة التساؤل، كيف يكون مثل هذا المخلوق انسانا سويا؟ لقد اربكني بتساؤلات ووساوس عن تلك المرأه الجالسه فوق العرش تلد وكأنها تجلس مجلس انس ومرح، باتت معي تساؤلاته ولا زلت افكر بها وتشبه الى حد كبير الأستغراب و التحرج الكبير الذي نشعر به في طفولتنا عندما نفكر في هذا الأمر ونحن بصحبة والدينا، ثم حاولت ان اقنع نفسي ان ذلك الرجل شيطان في هيئة انسان ..وانه يتكلم عن تلك المراه بعينها ، حاولت ان اقنع نفسي بذلك ..
الغريب في حلمي الطويل المتناثر انني بعد ان خرجت من بين الناس المتجمهرين حول تلك المرأه هبطت هبوطا طويلا وسلكت طريق طويل فسيح في براري شاسعه لا نهاية لها مليئة بالزهور واجواء تعبق بالنسائم اللطاف والسماء يكسوها شفق لكن غالبه صفره منيره كأنه وهج يطل كأنه مشكاة عظيمه موجه هنا وهناك ويحيط بكل شيء، ورأيت العجب العجاب، مخلوقات كحوريات الجنه يتهادين في حلل فضفاضه ليستقرون في احضان رجال جميلي الطلعه ويبدو عليهم الشهامه والرجوله في ابهى اوصافها ولكن يصعب تبين ملامح اولئك الرجال، يعانقون تلك الحوريات ويقبلونهن قبلات شغوفه وطويله تفوق الوصف وكأنهم في حالة حب خالص او مستحيل، كانو وهم يفعلون ذلك يمدون اياد كمخلوقات الله ذات الأيادي الكثيره ويتلمسون رؤوس الحوريات الصغيره وبطونهن وكأنهم يبحثون عن شيء، ومن بين كل المرئيات الضبابيه هذه يرفع احد الرجال حوريته الى الأعلى وهي تحاول مواصلة الألتحام به وتقبيله ، وعندما تباعدت اجسادهم رايته يقبلها قبلات كثيره متقطعه وهو يقول، انظري.. انظري الى بطنك الآن، لقد وهبتك مولودا جديدا، دعيه يبقى بيننا ولا تنزليه الى الأرض ابدا ويركن الى شهوته..
واصلت المسير بعدها في اماكن غير تلك الجنان ولا اذكر منظرها لكنها حتما باهته من الألوان وبعيده عن النور، رأيت الرجل الذي وسوس لي فوق ذلك المرتفع في بداية الحلم يقف امامي فجأة وانا احاول الأبتعاد عنه، تشتبه علي الخيالات وتتناوب بين هذا الرجل والآخر ابو المولود من خلال القبله الذي فارقته للتو، اجهد ذاكرتي طويلا لأتخيل هيئتهما ومقارنة كلا منهما بالآخر، تارة تلتحم الصورتان وتارة تتنافر، واحيانا أأول لنفسي ان الرجل الشيطان يريد ان يتقمص شخصية ذلك الرجل الملاك والأب من خلال القبله او يوحي لي بأنه هو، اسقط في يدي ولم اعد اتذكر مارأيت بوضوح ... |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق