تلكْ المدينةْ الغائبةْ ،
وكأنها تتحدثْ إلى عتمتها وهى غارقة فى ضجيج زواراً لم يكونوا يوماً من أهلها ،
لافتات غارقةْ فى بذاخةْ الاسماءْ ،
وأنا اسير على ارصفتها العاريةْ من كل معانى الدفء والقرب ،
فكرتُ فى نفسى وقلتْ ما ذنبُ هذه المدينةْ وذلكْ الزحامْ ،
أليس من حقها ان تجتمع وأهلها خلوةْ وعلى حين غفلةْ من الزوار الغير منقطعين ،
يصلون الليل بِــ النهار فى شوارعها ،
وأكادُ أُجزمُ أن حديثاً ما قائماً فى زاويةْ من زوايا هذه المدينةْ الزرقاءْ ،
تلعنُ هؤلاءْ البشر الذين قد جعلوها مزاراَ سياحياً لا بذنبْ سوا انها قابعةُ على بحر عميقْ هائجٌ وكأنهُ يبدى إعتراضهُ على أن
تكونْ هذه المدينةْ قد إحتلتْ بِــ سببهْ ،
إنتهتْ بى ساقاى هذه المرةْ إلى شاطئْ البحرْ ، وعلى الصخور جلستُ ولم يكن السيرُ قد أنهكنى بعدْ ،
ولكنى وددت لو إنخرطتُ وهذه الصخور وكنا كتلةْ واحدةْ ،
أنا أيضاً أتيتُك يا أيها المدينةٌ زائرةْ غير مُجبرة على المجئ ،
فقطْ أنا عاشقةٌ لِــ اللون الازرقْ ، ولبحر عميقْ لا يأبههُ لِــ أى عهد تقطعهُ معهْ
فَــ ربما يذهبُ بكْ فى اللحظةْ التى تكون فيها غارقاً فى حبهِ ،
كُنتُ على علم فى نفسى بِــ انى والبحر متشابهانْ فى العمقْ ربما ، او فى عدم البوح
او فى الهدوْء الثائر ضجيجاً صامتاً ،
لمْ أكن أحتاجْ مُبرراً لِــ نفسى بأنى وان مكثتُ أمامه إلى اخر الدنيا لن أمل ،
ولِــ هذا السبب قُمتُ من مكانى على مهل وودعتهُ بِـــ نظرهْ هادئةْ طويلةْ واعدهْ إياهْ بِــ اللقاءْ القريبْ ،
فَريدةْ عُمر
فَريدةْ عُمر