الثلاثاء، 17 يوليو 2012

مدينةْ

تلكْ المدينةْ الغائبةْ ، 

وكأنها تتحدثْ إلى عتمتها وهى غارقة فى ضجيج زواراً لم يكونوا يوماً من أهلها ، 
لافتات غارقةْ فى بذاخةْ الاسماءْ ، 
وأنا اسير على ارصفتها العاريةْ من كل معانى الدفء والقرب ، 
فكرتُ فى نفسى وقلتْ ما ذنبُ هذه المدينةْ وذلكْ الزحامْ ، 
أليس من حقها ان تجتمع وأهلها خلوةْ وعلى حين غفلةْ من الزوار الغير منقطعين ، 
يصلون الليل بِــ النهار فى شوارعها ، 
وأكادُ أُجزمُ أن حديثاً ما قائماً فى زاويةْ من زوايا هذه المدينةْ الزرقاءْ ، 
تلعنُ هؤلاءْ البشر الذين قد جعلوها مزاراَ سياحياً لا بذنبْ سوا انها قابعةُ على بحر عميقْ هائجٌ وكأنهُ يبدى إعتراضهُ على أن 
تكونْ هذه المدينةْ قد إحتلتْ بِــ سببهْ ،

إنتهتْ بى ساقاى هذه المرةْ إلى شاطئْ البحرْ ، وعلى الصخور جلستُ ولم يكن السيرُ قد أنهكنى بعدْ ،
ولكنى وددت لو إنخرطتُ وهذه الصخور وكنا كتلةْ واحدةْ ، 
أنا أيضاً أتيتُك يا أيها المدينةٌ زائرةْ غير مُجبرة على المجئ ،
فقطْ أنا عاشقةٌ لِــ اللون الازرقْ ، ولبحر عميقْ لا يأبههُ لِــ أى عهد تقطعهُ معهْ 
فَــ ربما يذهبُ بكْ فى اللحظةْ التى تكون فيها غارقاً فى حبهِ  ،  
كُنتُ على علم فى  نفسى بِــ انى والبحر متشابهانْ فى العمقْ ربما ، او فى عدم البوح 
او فى الهدوْء الثائر ضجيجاً صامتاً ، 

لمْ أكن أحتاجْ مُبرراً لِــ نفسى بأنى وان مكثتُ أمامه إلى اخر الدنيا لن أمل ، 
ولِــ هذا السبب قُمتُ من مكانى على مهل وودعتهُ بِـــ نظرهْ هادئةْ طويلةْ واعدهْ إياهْ بِــ اللقاءْ القريبْ ،

فَريدةْ عُمر

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

قرات لك هذا منذ سنوات،،، وقراتها بنفس العمق والمشاعر الحزينه المختبئه وفي العزاء للزمان والمكان ،، دائما نريد ان نعود الى شيء جميل قديم فقدناه..