الأحد، 29 يناير 2012

لا ياحبيبي

ليلي و نهاري او " لا ياحبيبي" ..
غريبه الأغنيه هذه ويبدو انها اخذت من رياض السنباطي وام كلثوم كثير من اللأستعداد والجهد لوضع الكلمات في مواضعها مع اللحن، اضطر الأثنان في النهايه للأستسلام لأجمل مافيها على الأطلاق، ذلك هو مساحات الحريه في اللحن التي تجعل ام كلثوم تمارس قدرتها الفريده في قيادة الفرقه بنفسها بين الأرتفاع والأنخفاض الذي يذكرني كثيرا بالأوله في الغرام ،
المقاطع كالتالي:
بداية الأغنيه مقدمة موسيقيه قصيره جدا فيها روحانيه وانشاد يذكر بعمق رياض في اعمال مثل حديث الروح واقبل الليل، يجعلك تتمتم معها لا شعوريا ثم الكمان المنفرد يوطئ للجمله الموسيقيه والكلمات الغايه في القوه والرقه وكأنها نجوى تلك العاشقه في عالم النسيان "التي دوما ما تلهمني" .. ليلي ونهاري .. فكري بيك مشغول..وحياتي لك وحدك ...ولك على طول.. والتساؤل المؤثر.. قالو لك الغيره تزود حبي ؟؟ وبالدموع والحيره تملك قلبي؟؟ .. لا ... ثم يستقر اللحن بعد المقدمه المواليه وبعد تماوج وحيره ".. بالحب وحده انت غالي عليه.. بالحب وحده انت ضي عنى.. بالحب وحده وهو وحده شوية... لا يا حبيبي... لا ... لا يا حبيبي ..
 بعدها يكون اللحن اكثر سلاسه وبساطه،
ثم الشاعريه المفعمه وابتهال المحب على باب الحبيب،
 ثم العوده الى الأرتجال وعبقرية ام كلثوم في قيادة اللحن وصياغته ليعبر عن كل كلمه من الكلمات، وهو اصعب جزء في الأغنيه وتلاحظ سيطرة ام كلثوم على قيادة اللحن:
 بعدها يكون اللحن اكثر سلاسه وبساطه،
ثم الوصول مره اخرى الى جمله مشابهه ل " بالحب وحده انت غالي عليه" لكن بجمله لحنيه أخرى تثبت عبقرية رياض السنباطي وعطائه الذي لا ينضب والذي عشقته ام كلثوم لا شك، مقارنة بالحان عبد الوهاب مثلا فهي على روعتها تتوقف عند حدود معينه لا تنطلق بعدها الى ابداع كهذا،
ثم العوده الى الموال العذب و الأنتحاب اللذيذ لتنهي به الأغنيه الفريده،

2
أنا لما حبيتك خطر على بالي
اللي جرالي واللي راح يجرى لي
صورت افراحي ونعيمي في قربك
وسهدي ف بعدك ونار عذابي
عمري ما قلت ازاي وليه حبيتك
ولا عمري قلت يا ريتني يوم ويا ريتك
وبكل قلبي وبكل عقلي هويتك
3
ثم الشاعريه المفعمه وابتهال المحب على باب الحبيب:
الحب هو الود والحنية
عمره ما كان غيره وظنون وأسيه
الحب هو اللي بأمره هويتك
وأمره لا بايدك ولا بايديه
4
ثم العوده الى الأرتجال وعبقرية ام كلثوم في قيادة اللحن وصياغته ليعبر عن كل كلمه من الكلمات، وهو اصعب جزء في الأغنيه وتلاحظ سيطرة ام كلثوم على قيادة اللحن:
مين اللي قال عزك بذل خضوعي
والا غلاوتك فى الهوى بدموعي
لو كنت أرضى بالهوان فين قلبي
وازاي تطوله وتحكمه في ضلوعي
5
ثم الوصول مره اخرى الى جمله مشابهه ل " بالحب وحده انت غالي عليه" لكن بجمله لحنيه أخرى تثبت عبقرية رياض السنباطي وعطائه الذي لا ينضب والذي عشقته ام كلثوم لا شك، مقارنة بالحان عبد الوهاب مثلا فهي على روعتها تتوقف عند حدود معينه لا تنطلق بعدها الى ابداع كهذا،
بالحب وحده انا سلمت قلبي إليك
بالحب وحده مش بغريتي عليك
فين الحنان فين الامان يا حبيبي
لو حيرت فكري الظنون حواليك
6
ثم العوده الى الموال العذب و الأنتحاب اللذيذ لتنهي به الأغنيه الفريده:
الهجر اهون من عذابي في قربك
ولا اشوفشي يوم أندم عليه وأنا جنبك
وكفاية اعيش بالذكريات في بعادك
وأنا عشت اكثر من حياتي في حبك،

بالحب وحده انت غالي عليا
بالحب وحده انت ضي عني
بالحب وحده وهو وحده شوية
لا يا حبيبي .... لا يا حبيبي ..

الكمان يهز أنياط القلب

...تعود مشاعر الوجد والفقدان والأشتياق من جديد، نطفؤها بمفرده او اثنتين من وتريات كلاسيكيه تهز المهجه وتداوي الروح ربما، هذه المره معزوفة الكمان والأوكسترا لبيتهوفن:
( Violin Concerto in D Major, Op. 61 , Allegro ma non troppo )

كتبت كاميليا يوما في دفتر ذكريات قديم وضعت نسخه منه عند الخواجه العتيق بائع الأسطوانات " .... ان الحركه الأولى منها هي اجمل ما كتب في التعبير عن المعاناة الأنسانيه على الأطلاق، ربما كتبها بتهوفن في بدايات احساسه بالصمم، لا ادري ما بهذه الموسيقى لكنها كنشيد محتضر بين الموت والحياة، يتنازعه نغم ملائكي ليس كأي نغم، وتريات والآت نفخ تبث اعمق الوان الشكوى ثم انفراد الكمان من بين تلك الشكوى وذلك البكاء ، الكمان يهز أنياط القلب لكي تستجيب الروح في النهايه لذلك النداء الملائكي المبكي ، المفرح،،،، ياللروعه، مرحبا بالبكاء، أرأيت الأبتهاج بالبكاء وطعم الدموع المنسابه ،،، قلما تجد مثل هذا ... "

.......لكاميليا اهدي مشاعري وعبراتي بعد هذه السنين الطويله... ربما كانت هذه المعزوفه اروع شيء سمعته يعبر عن المعاناة الأنسانيه بكافة جوانبها في هذه الحياة، من يستمع اليها وهو في حاله نفسيه مشابهه تتساقط دموعه لاشعوريا، اروع شيء سمعته في التعبير عن الحيره ، الحيره الشديده والشكوى اللذيذه ، لا ادري ما بهذه الموسيقى يحتويني ايضا ويجعلني انزوي بعيدا عن العالم و ويجعلني اقشعر واتجمد، التعبير عن المعاناه بأبداع في التوطئه الطويله قبل دخول العزف المنفرد و عند اقترابه رويدا رويدا ....

الاثنين، 23 يناير 2012

Stanton Lanier – Draw Near

Stanton Lanier – Draw Near

مـسـاحـة ود - آمال الميرغني

نشر في 2002 ، مجلة العربي، كاتبه مقله جدا ومبدعه اسمها آمال الميرغني


مـسـاحـة ود -

ذكـرى خـريـف بعيـد

كان الخريف ثم أول الشتاء وكنت أجلس كل يوم لساعات طوال غارقة في الاستماع إلى الموسيقى بينما أعيد قراءة بعض كلاسيكيات الروايات التي عشقتها, وكعادة الخريف يأتي فيعيد تشكيل الحياة, يكنس ضجيج الصيف وحركته المحمومة ويفتح بابا للسكينة ويصبح لهوائه الجديد رائحة قوية وقوام وملمس يتضح من الأماسي, حيث يمكنك أن تلمسه وتمسك به بل حتي أن ترتديه كدثار من قطيفة. في ذلك الخريف كان الوقت يتسع ويمتد أمامي كدروب تنفتح لي, قلما يتاح لنا ذلك الشعور بالوقت حيث لا تكون مطالباً بالجري لتلحق بشيء وليس هناك شيء سيلحق بك ليقطع استرسالك. كانت الطاولة بجوار النافذة وكانت موسيقى (رحمانينوف) و(سبيليوس) تتناغم في الغروب مع ألوان السحب وانعكاسات احمرارها وسيولتها على واجهات المباني البعيدة وكأنما العالم في الخارج شفافاً وبريئاً يطفو في حلم لا نهاية له. كان بطني ممتلئاً بحمل يقرب من نهايته فكنت أضطر للابتعاد عن الطاولة المسافة التي يحتلها هذا الامتلاء. كان حملي الأول الأكثر غموضاً ولهفة, لكن روح الخريف كانت قد جعلتني أكف عن العد المحموم للأيام المتبقية الذي استحوذني طوال نهارات الصيف الحارقة أو لعلني كنت أودع ـ دون أن أدري ـ بتأنٍ بالغ هذه العلاقة السرمدية مع الوقت التي لا تتاح أبداً للأمهات, كان ذلك الكائن الذي أجهله تماماً يتمطى داخلي ويعبث بأطرافه فأتمنى ألا يكون الظلام حالكاً بالداخل من حوله لأنني أنعم في الخارج بكل هذه الألوان الناعمة. الروايات التي قرأتها في ذلك الخريف الهادئ كانت مفعمة بالأسى وكذلك الموسيقى التي كنت أستمع إليها وكان ذلك الأسى عذباً بصورة لا تصدق. ولطالما تساءلت في ذلك الوقت عن سر هذه العذوبة وما تنفثه من سكينة وسعادة آسرة وهل مصدرها هو الانتصار على النشيج وعبور بواباته القاتمة إلى الاتساع الرحب للأسى المدرك الواعي الذي يمكن أن تخر أمامه معضلات الكون فتبوح بأسرارها, أو مقاومة الإنسان وانتصاره على الألم وتحليقه فوقه واختراقه لأعمق معاني الوجود والقبول بها. كانت هذه بعض الأفكار التي طرحها عليّ ذلك الخريف الهادئ, وبدا أنني دون أن أبرح هذه الغرفة وفي نفس جلستي الهادئة هذه أتعلم أشياء جديدة, رحت أسجل وأكتب وأنتظر.

سنوات كثيرة مرت على ذلك الخريف, ولكنني لا أكف عن تذكره في كل خريف جديد محاولة استلهام روحه أو استحضار خصوصيته, وبينما أخبر ابنتي في إحدى المناسبات عن تلك الأيام التـــــي كنت أستــــمع فيهــا إلى نفس هـــذه الموسيقى حينما كنا أنا وهي جسداً واحداً لم يدهشني كثيراً أن التمعت عيناها وأرهفت سمعها وبدت كمن على وشك أن يتذكر.

الثلاثاء، 17 يناير 2012

جيهان - قصه قصيره

جيهان - قصه قصيره
اذكر وانا صغير بنت مصريه شابه جميله في العشرينات تسكن مع امها المدرسه، عينان خضراوان وشعر اشقر غريب علينا اهل القريه، احبها تقريبا كل شباب القريه، كانت مثال لشابه من الخيال كتلك التي في روايات الأميرات القديمه، توفي احد شباب القريه في حادث وعندما اقبلت البنت الى العزاء صاحت امه لا شعوريا "راح حبيبك يا جيهان" .. ضحك من ضحك واستمر البقيه في البكاء..